السبت، 23 مايو 2009

"ولا متخذات أخدان"




من أخطاء المصليين


أضغطى على الصورة لتكبيرها ورؤيتها بوضوح

السبت، 2 مايو 2009

حَظَائِرُ الخَنَازِيرِ.. قُنبلَةٌ موقوتَةٌ تُهَدِّدُ مِصْرَ!!







مع انتشار وباء أنفلونزا الخنازير في عددٍ من دول العالم، ومَقْتَلِ المئات حتى الآن، نتيجةَ تَحَوُّرِ المرض وانتقاله للبشر، باتت حظائر الخنازير في مصر قنبلةً موقوتةً تُهَدِّدُ بانتشار الوباء بين سكان المحروسة ، خاصةً وأن مصر تملك أكثر من‏ 350‏ ألف خنزير بمختلف محافظاتها‏,‏ وتأتي المخاوف من أن الخنازير تُمَثِّلُ وعاءً مناسبًا لِنُمُوّ وتكاثُرِ أكثر من نوعٍ من الأنفلونزا في نَفْسِ الوقت‏.

ويُلْقِي الوضعُ العالميُّ المخيفُ، والذي جعل الولايات المتحدة والمكسيك والاتحاد الأوروبي يُعْلِنُون حالةَ الطوارئ لمواجهة المرض، بظلاله على الحالة في مصر، في ظل انتشار زَرَائِبِ الخنازير‏,؛ حيث تشير الأرقام إلى وجود أكثر من 350 ألف خنزير بمختلف المحافظات المصرية‏، منها 60 ألفَ خنزير في محافظة القليوبية، و52 ألفًا في الدقهلية، و120 ألفًا في القاهرة، و45 ألفًا بأسيوط، وهي قادِرَةٌ على نقل أنفلونزا الطيور، والأنفلونزا البشرية إلى الشعب المصري؛ لقدرتها على المزج والتلاحم بينهما، خاصةً وأن تلك الزرائب بعيدةٌ تمامًا عن الإشراف البيطري، رغم أنها تقوم بنشر الأوبئة؛ ليس فقط أنفلونزا الطيور، وإنما أيضًا أمراضٌ أخرى مثل الحمى القلاعية، فضلًا عن الدراسات العلمية التي تُؤَكِّدُ أن هذه الخنازير تأْكُلُ صغار الخنازير النافقة التي يموت منها 30 في المائة أثناء تربيتها.

مخاوف دخول المرض مصر
وتأتي مخاوفُ دخول المرض مصر بعد أن أعلنتْ إسرائيل اكتشافَهَا عن وجودِ إصابة بالمرض، وبما أن الإسرائيليين يدخلون مصر بسهولة، ويأتون إلى طابا بشكل يوميٍّ تقريبًا، كما أنه يحدث عادةً تهريبُ الخنازير من إسرائيل إلى مصر والعكس، فإن مخاطر انتقال المرض كبيرة.. ولكن ليستْ إسرائيل وحدها هي التي تُهَدِّدُ بانتقال المرض إلى مصر، خاصة وأن الحظائر تَضُمُّ عددًا كبيرًا من الخنازير التي لا يحتويها الحَجْرُ الصحي، ولا تُشْرِفُ عليها وزارة الصحة.

كما أنه سبق دخول مرض أنفلونزا الطيور، والذي يُعَدُّ الأب الروحي لوباء أنفلونزا الخنازير، إلى مصر، وذلك في شهر فبراير عام‏2006,‏ في أكثرَ من محافظةٍ في نفس الوقت‏,‏ مما يعني أن مصدر العدوى واحد‏,؛ لأن خريطة المحافظات التي ظهر بها المرض لا تتَوَافَقُ مع خط سير الطيور المهاجرة عبر مصر‏، مما يؤكد أن نقل الطيور الحية المصابةِ بالعدوى من محافظةٍ إلى أخرى هو السَّبَبُ الأكثر احتمالًا لانتشار المرض بمصر، وهو ما يَعْنِي أن مصر ليستْ بحاجَةٍ لانتظار انتقالِ الْمَرَضِ عبر الخارج، وإنما من الممكن أن يظهر في أحد الزرائب بسهولةٍ، نتيجةَ ‏بُعْدِهَا عن الإشراف البيطري.‏

ويكمن الخطر الحالي في أن بعض البشر لديهم أجسامٌ مُضَادَّةٌ للفصيلة المنتشرة الآن من الفيروس، وهي إتش‏5‏ إن‏1‏، دون أن تظهر عليهم أي أعراض للإصابة‏,‏ فإذا كان الفيروس ما زال موجودًا بأجسامهم‏,‏ ويتعرَّضُون للإصابة بنوعٍ آخر من الأنفلونزا "ب" أو "ج‏",‏ فمن الْمُؤَكَّدِ حينئذ أنهم هم أنفسهم سيكونون بمثابةِ وعاء لإنتاج فيروس جديدٍ مُحَوَّرٍ قابِلٍ لنقل العدوى‏.‏

ويلفت الأنظارَ في الظاهرة الحالية حجمُ التغييرات في الحامض النوويِّ أثناء تكاثر الفيروس‏,؛ حيث كشفت دراسات مراكز الأبحاث‏,‏ التي أُجْرِيَتْ منذ بداية الأزمة أنّ الفيروس يتأثَّرُ بشدةٍ بعلاج التاميفلو‏,‏ ولكنه يقاوم عقار الأدميز‏,‏ وهذا يدلُّ على حدوث تغييرٍ كبيرٍ في الْمُوَرِّث الجيني‏M ‏ بالحمض النووي‏,‏ ويُعَدُّ ذلك مُؤَشِّرًا لخطورةٍ كبيرة على الإنسان، وسهولةِ انتقاله للبشر، خاصَّةً في مصر، بنسبة تتعدى‏90%,‏ ويكون أكثر الأشخاص عُرْضَةً للإصابة هم المربين أو المتعاملين مع الخنازير‏.‏

ومما يشير إلى خطورة الوضع في مصر أنه قد تم في عام ‏2006 إعدامُ معظم الدواجن بالمزارع‏,‏ ولم يتمَّ إعدام الخنازير‏,‏ والتي تُعَدُّ الوسيط الناقل للفيروس للإنسان‏,‏ كما تتفاقم المشكلةُ نتيجةَ تَوَطُّنِ فيروس أنفلونزا الطيور‏1N5H ‏ في مصر‏,‏ ووجوده داخل الخنزير، وفي وعاءٍ واحدٍ، بما قد يتسَبَّبُ في ظهور سلالاتٍ جديدة نتيجة عملية التبادل الجيني‏,‏ وفي الوقت الذي يتِمُّ فيه الفَحْصُ الرُّوتِينِيُّ للخنازير بالدول الأوروبية للتَّعَرُّفِ على أنواع فيروسات الأنفلونزا التي تَحْمِلُهُا‏,‏ تَفْتَقِرُ مصر إلى التدابير الوقائية التي لا تحول دون وقوع الإصابات‏.‏

فيروس شرس
ويوضح تقريرٌ نَشَرَتْهُ جريدة "الأهرام" الحكومية في مصر أنّ الفيروس في الظاهرة الحالية شَرِسٌ‏,‏ وذلك نتيجةَ ارتفاع عدد الوَفَيَاتِ والإصابات التي تخَطَّت ‏100‏ حالة وفاة خلال أيام قليلة‏,‏ وذلك مقارنةً بإصاباتِ ووَفَيَاتِ أنفلونزا الطيور‏,‏ كما تزيد احتمالات انتقالِه إلى البشر بشكلٍ أَسْهَلَ مُقَارَنَةً بأنفلونزا الطيور‏,‏ ويتحَوَّرُ فيروس أنفلونزا الخنازير دائمًا، ويتحوَّلُ إلى فيروس شَرِسٍ‏,‏ وللأسف –بحسب التقرير- لا يوجد تطعيمٌ وقائِيٌّ ضد أنفلونزا الخنازير‏,‏ ويتطلب تجهيز الأمصال‏10‏ أشهر! ‏

ويُؤَكِّدُ التقرير أنه من المتوقع في حالة تَحَوُّرِ الفيروس عن طريق الخنازير أن يؤدي إلى وفاة أكثر من مليار إنسان في يوم التَّحَوُّرِ نفسه! وقال: "إن مصر ستكون في خطرٍ كبيرٍ في حالةِ حدوثِ إصابَةٍ في الخنازير الموجودة بالقُرْبِ من المناطق السُّكَّانِيَّة بالقاهرة الكبرى، مطالبًا بسرعة فَحْصِ جميع هذه الخنازير والمخالطين لها؛ للتأكُّدِ من سلامتهم، وفَرْضِ حجرٍ بيْطَرِيّ وصِحِّي على المنطقةِ بأكملها، حمايةً للمواطنين والصِّحَّة العامة، ومَنْع انتقال الفيروس في حالة وجودِ إصاباتٍ بين الخنازير.

وأوضح التقريرُ أنّ هناك إمكانيةً لانتقال مرض أنفلونزا الخنازير إلى الإنسان، سواءٌ عن طريق مُخَالَطَةِ الخنازير في المزارع الْمُكَثَّفة، أو من شَخْصٍ آخَرَ مُصَابٍ، مطالبًا بالْحَدِّ من حركة الخنازيرِ؛ حتى تكون تحت الإشراف البيطري، واتخاذ الإجراءات الوقائيةِ لِحِمَايَةِ المخالطين لها في المزارع في محافظات القاهرة والقليوبية والجيزة وأسيوط.

وفي أول اعترافٍ حُكُومِيٍّ بالخوف من انتقال فيروس أنفلونزا الخنازير إلى مصر، قال الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة: إنَّنَا على مشارِفِ كارِثَةٍ بَشَرِيَّةٍ بانتقال فيروس أنفلونزا الخنازير بين البشر وبعضهم، بعد انتشاره في العالم"، مُشِيرًا إلى أنه إذا وصلتْ أنفلونزا الخنازير إلى مصر فإننا لا يمكننا نفي وصولها، مُحَذِّرًا في رسالةٍ شديدةِ اللهجة من التَّهَاوُنِ في التعامل مع هذا الوباء، خاصةً في الـ 12 أسبوع القادمين، والتي ستتَحَدَّدُ فيها الدورة الفيروسية للمرض.

وعن التصدي لهذا الوباء، أكَّد الجبلي أنّ الإجراءاتِ الوقائيةَ أهَمُّ من الأمصال، وأنّ اللِّقَاحَاتِ تحديدًا في هذه المرحلة بالتحديد لن تكون مجدية؛ حيث لم يتِمَّ التعرف على أبعاد الفيروس بعد، مشيرًا إلى أن إنتاجَ مَصْلٍ يتعامَلُ مع الفيروس، لن يتم إلا بعد 7 شهورٍ من دُخُولِهِ مِصْرَ لمعرفة خصائصه الفيروسية.

كارثة الدويقة والخنازير
وكانتْ لزرائب الخنازير في مصر دور كبير في كارثة الدويقة التي وَقَعَتْ قبل عدة أشهر، وأدّت لمقتل المئات، وانهيار عَشَراتِ المنازل؛ حيث إن تسرب المياه التي كانت تُخَلِّفُها زرائب الخنازير أدى إلى تشَقُّقِ الصخور وانحدارها بنسبة وصَلَتْ إلى 70% وهو ما أدَّى مع الوقت لانهيارها ووقوعِهَا على المساكن العشوائية التي تقع أَسْفَل الجبل لتكون الكارثة.

وكشفتْ دراسَةٌ تم إعدادُهَا عَقِبَ وقوع حادثٍ عام 1993 بمنطقة زرائب الخنازير، قامتْ بتحديد الأماكن الخطرة بالهضبة، ومِنْ بينها منطقة المحاجر القديمة التي تَقَعُ في الهضبة الوسطي، والتي قام عَدَدٌ كبير من المواطنين فيها بالبناء بين المحاجر، ولم يكتفوا بذلك، بل قاموا بتوسيعها، دون درايةٍ بأنها مُكَوَّنَةٌ من كُتَلٍ صخرية غير متزنة..ولذلك يرى الْخُبَرَاءُ أنه هنالك خطورةً أيضًا في منطقة الهضبة العليا، خاصةً في الحوافِّ التي تَسَرَّبَتْ إليها مياه الصرف العشوائي، الناتجة عن الزرائب، وأيضًا مياه الصرف الصحي؛ حيث تقوم المياه بِعَمَلِ كهوفٍ داخِلِيَّةٍ لا يمكن رؤيتها، ويمكن أن تنهار في أي وقت، مما يجعل منطقة هضبة المقطم "قنبلةً موقوتةً" لإمكانية وقوع كارثة أخرى كالدويقة، أو ظهور أنفلونزا الخنازير هناك!

المصدر: الإسلام اليوم